تتألّق إسطنبول بشطريها الأوروبي والآسيوي، ولا يفصل بينهما إلّا مضيق بوسفور اسطنبول وكأنّه عِرقٌ متلألئ من عروق الحياة أو سببٌ من أسبابها يزين اسطنبول وتزينه

كل ما تريد أن تعرف عن مضيق البوسفور في اسطنبول
تتألّق إسطنبول بشطريها الأوروبي والآسيوي، ولا يفصل بينهما إلّا مضيق بوسفور اسطنبول، وكأنّه عِرقٌ متلألئ من عروق الحياة أو سببٌ من أسبابها؛ تسمع عن هذه المدينة الكثير، تبحث عنها، تراها على الخارطة، تزورها، تزداد يقيناً أن لا نظير لهذه المدينة السّاحرة!
ويتسع المضيق في مخيّلة عشاقه حتى يضحي اسمه: بحر البوسفور في تركيا، منتقلين فيه من الضيق إلى السعة.. وفي ظاهرةٍ نادرةٍ على مستوى العالم، ولمرّةٍ واحدةٍ فقط من صيفِ كلّ عام، تُبدِّل مياه البوسفور لونها من الأزرق الغامق المعتاد إلى الفيروزيّ النّقيّ!
وهو اللّون الذي عشقه العثمانيّون تاريخيّاً فزيّنوا به جدران مساجدهم، وصبغوا به معالم الحضارة من بنيانهم، فلا تكاد ترى لهم بناءً يخلو من هذا اللّون المميّز.
ولمّا لاحظ المستشرقون عشق الأتراك هذا، أطلقوا على هذا اللّون اسمَ:"تركواز" بمعنى الحجر التّركيّ، لشدّة التصاقه بمعالم حضارتهم.

البوسفور في اسطنبول - شاهد على الحضارات
اسطنبول تطل على البوسفور، وكثيرةٌ هي الحضارات التي مرّت بإسطنبول عبر التّاريخ، ولا بدّ أنّ هذه الحضارات قد خلّفت وراءها كذلك الكثير من المعالم الشّاهدة على عظمة هذه المدينة، معالم يحفل بها جانبا مضيق البسفور بالفعل كقلعة روملي حصار الشّهيرة.
روملي حصار اسطنبول - تعانق بوسفور اسطنبول
تتميّز قلعة روملي حصار في إسطنبول الأوروبية بإشرافٍ مباشر على بوسفور اسطنبول، وكما يشير اسمها فقد بُنيتْ بالفعل بقصد إحكام الحصار على الرّوم قبيل فتح القسطنطينيّة، وقد بناها السّلطان محمد الفاتح في 4 أشهر فقط!
تمّ بناء القلعة على أضيق منطقة من مضيق البوسفور حيث تقدّر المسافة الفاصلة بين شطري المدينة بحوالي 700 متراً، أمّا ارتفاع أسوار القلعة فيبلغ 82 متراً.
وتعتبر القلعة معجزة عمرانيّة من حيث سرعة الإنجاز، والإبداع في التّصميم المتماشي مع تضاريس المنطقة الجبليّة!

جمال مضيق وجسر البوسفور - طبيعة خلابة
مزيجٌ من هيبةٍ وبهجةٍ في آنٍ معاً، ينعَم بهما من نال حُظوة الإشراف على مضيق البوسفور، ستختبر حَيرةً لذيذةً بين خُضرةٍ قد أحاطت بكَ حيث أنت جبلاً وبين زُرْقة التّركواز الفريدة أدنى منك مَضيقاً، كلُّ هذا مع نسماتٍ منعشةٍ تتوارد عليك جبليّةً حيناً، وبحريّةً حيناً آخر، يختص بها سكان شقق في اسطنبول مطله على البسفور.
أمّا عن أجمل ما تحتضنه ضفاف البوسفور من مباهج الطّبيعة، فيكفي أن تقْتفيَ خُطى السُّيّاح وبالذّات في فصل الرّبيع، لتجد نفسك في جنّةٍ من الألوان تتجلّى في حديقة اميرجان.
هناك حيث أزهار التّوليب تأخذ بالألباب، ولا يكاد يحيط بها وصف، خصوصاً بعد أن أَعْمَلَ أهلُ الخبرة والفنّ فيها لمساتِهم لتزداد حُسناً إلى حُسن.
في حديقة اميرجان Emirgân Korusu لا بدّ أن يُدهَشَك الحضورُ الطّاغي لألوانٍ كأنّما صُبّتْ صَبّاً بكلّ تدرّجاتها على بُسُطٍ مزركشةٍ قوامها زهرة التوليب.
تلك الزّهرة الفريدة التي أدهشت سكّان أوربّا لمّا نقلها العثمانيّون إليهم، ولذلك فلا تعجب إذا علمت أنّ المؤرّخين قد أطلقوا اسم زهرة التّوليب Lale على الفترة الذّهبيّة من عمر الإمبراطورية العثمانيّة (عصر اللّالي)، حيث اهتمّ سلاطين تلك الفترة بالفنون والثّقافة والأدب وأمروا بزراعة زهرة التّوليب في كلّ مكان حتى غدت كافّة أنحاء السّلطنة متوّجةً بتلك الزّهرة!
تحرير: رويال تريد العقارية©
المصدر: الجزيرة + ترك برس + ن بوست + دايلي صباح
هل أعجبك موضوعنا؟ يمكنك مشاركته مع أصدقائك!